القائمة الرئيسية
جديد الفيديو
جديد الموقع
قصيدة رثاء في الشيخ فائز شيخ الزور رحمه الله بقلم محمد عصام علوش
1913 الاربعاء AM 07:192022-01-05
تشييع فضيلة الشيخ فائز شيخ الزور في جنازة مهيبة
1659 الاربعاء AM 07:112022-01-05
وفاة فضيلة الشيخ فائز شيخ الزور خادم العلم والقرآن
2772 الاربعاء AM 07:002022-01-05
دروس في ترتيل القرآن الكريم الطبعة 16
7913 الاثنين AM 05:122016-01-11
الجوهر المكنون 2 من 2
8274 الاحد PM 03:032012-08-26
البحث
المتواجدون الان
انت الزائر رقم
: 959676
يتصفح الموقع حاليا
: 23
الاحصائيات
0
تراجم أهل القرآن2
صـفـحة الاخـبـــار14
الكتـب الاسلاميـة31
المـكتبة الـمــرئية12
ركــــن الـمـقـالات306
الملفات الصوتية10
الـــقــران الــكـريماحصائيات الزوار
209
زوار اليوم الحالي 82
زيارات اليوم الحالي 637
زوار الاسبوع الحالي 1298
زيارات الاسبوع الحالي 82
زوار الشهر الحالي 209
زيارات الشهر الحالي 154957
كل الزيارات عرض المادة
جيل فريد
أتى شابّان إلى أحد الخلفاء المسلمين، وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه، فقال الخليفة: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا، قال: أقتلت أباهم ؟ قال: نعم قتلته ! قال: كيف قتلتَه ؟ قال : دخل بجمله في أرضي، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً (رميتُه بحجر)، وقع على رأسه فمات…
قال الخليفة: القِصاص … الإعدام ..
حكم سديد لا يحتاج مناقشة..
لم يسأل الخليفة عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع ؟
كل هذا لا يهم الخليفة المسلم؛ لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل، لاقتص منه…
قال الرجل: يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني، ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا، قال الخليفة: من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعاً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف.
ومن يعترض على الخليفة في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، والخليفة مُتأثر، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس الخليفة رأسه ، والتفت إلى الشابين: أتعفوان عنه؟ قالا: لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال الخليفة: من يكفل هذا أيها الناس؟!!
فقام أحد العلماء – من جلساء الخليفة – بشيبته وزهده، وصدقه، وقال: يا أمير المؤمنين، أنا أكفله
قال الخليفة: هو قَتْل ، قال: ولو كان قاتلا!
قال: أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه
، قال : كيف تكفله؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله.
قال الخليفة: أيها العالِم ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين..
فذهب الرجل، وأعطاه الخليفة ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل …
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس الخليفة الموعد، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابان، واجتمع الناس، وأتى العالم وجلس أمام الخليفة ، قال الخليفة: أين الرجل ؟
قال: ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت العالم إلى الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت الحاضرون واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن العالم يسكن في قلب الخليفة، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، هذا منهج ، هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان…
وقبل الغروب بلحظات، وإذا بالرجل يأتي، فكبّر الخليفة، وكبّر المسلمون معه..
فقال الخليفة: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!
ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس..
فسأل الخليفةُ المسلمُ ذاك العالِمَ: لماذا ضمنته؟؟
فقال العالم: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس..
فوقف الخليفة، وقال للشابين : ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالا:نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
قال الخليفة : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته..
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً العالِم يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك … وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك..
(ولا أناقش هنا موضوعا فقهيا حول مشروعية قتل الكفيل أو الضمين، إنما أكتفي بالدرس التربوي).
هنيئا لذلك الجيل الفريد الفذ.. ولكن يا تُرى هل ما زال في أمتنا إلى هذه العصور المتأخرة مثل ذلك الجيل الفريد؟؟
أتمنى ذلك.. وإن قلوا وإن كانوا مغمورين.. فإن الخير في أمتنا باقٍ حتى يرث الله الأرضَ ومن عليها..
ونسأل الله أن يجعلنا من هذا الجيل الصالح، فإن آخر الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها من الالتزام بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ودأب الصحابة ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين..
المصدر: مدونة بشر محمد موفق
-
الجمعة PM 02:35
2009-09-04 - 3867